طرحنا سؤالاً لمجموعة من المستهلكين وهو: ما هو الأفضل لحماية سيارتك، طبقات النانو 9H أو أفلام حماية الطلاء PPF ؟ وكانت معظم الإجابات أن طبقات النانو هي الأفضل لحماية السيارة لأنها تكسب جسم السيارة ميزة ممانعة الخدش (ضد الخدش). و لنتمكن من الإجابة على هذا السؤال علينا أن نعرف مميزات و سلبيات طبقات النانو و أفلام حماية الطلاء.
طبقات النانو
طبقات النانو أو الناين إتش 9H أو طبقات النانو سيراميك، كل هذه المسميات يقصد بها تلك المادة السائلة التي توضع على جسم السيارة فتجعل السيارة تحفة فنية بمميزات و خصائص لم تعرف من قبل في السيارات.
توضع قطرات من المادة على هذه الأداة ثم يمسح بها جسم السيارة، جزء صغير ثم آخر ثم آخر وهكذا. و بعد جفاف المادة من الممكن وضع طبقات أخرى حسب توجيهات الشركة المصنعة.
أفلام حماية الطلاء
أفلام حماية الطلاء أو بي بي إف PPF أو أفلام حماية الوجهية، كلها أسماء لمنتج واحد وهو الفيلم الخاص بحماية مقدمة السيارة و يستخدم في تلبيس السيارة بالكامل لحمايتها.
وبعد هذا التعريف السريع البسيط و بدون الدخول لتفاصيل دقيقة تأتي المقارنة.
أولاً: اللمعان و التألق
تتميز طبقات النانو بأنها تكسب جسم السيارة لمعان و بريق عالٍ، و تجعل السيارة تحفة فنية تسير على الطريق وتشد الانتباه، خصوصاً السيارات ذات الألوان الداكنة. أما أفلام حماية الطلاء فأغلب المنتجات المتوفرة في السوق ذات لمعان منخفض، وبالرغم من وجود أفلام ذات لمعان عالٍ إلا أنه قد لا يصل إلى لمعان وبريق طبقات النانو.
إذاً طبقات النانو تتفوق في اللمعان بلا منازع.
ثانياً: حماية جسم السيارة من العوامل الجوية
الهواء المحمل بمخلفات المصانع و عوادم السيارات، و الندى و الأمطار الحمضية، الغبار و قطرات الماء الملحية، الأشعة فوق البنفسجية، بقايا الإسفلت ومخلفات الطرق، كلها عوامل خارجية تؤثر على جسم السيارة وتفقده بريقة و رونقه.
تقوم طبقات النانو بحماية جسم السيارة من هذه العوامل، بل ولديها مقاومة لها مما يجعل طبقات النانو محافظة على أدائها طوال فترة بقائها.
أما أفلام الحماية فهي أيضاً تقوم بحماية جسم السيارة من هذه العوامل، ولكنها تتأثر بها فيتغير لونها و يميل إلى الاصفرار و يظهر ذلك جلياً في السيارات البيضاء. وكلما كانت السيارة في المدن الصناعية ظهر الاصفرار مبكراً. ورغم ذلك فإن هناك من شركات أفلام حماية الطلاء تعطي ضمان ضد الاصفرار، و هناك شركات صنعت أفلامها مع ميزة مقاومة هذه العوامل فلا تتأثر بها ولا يتغير مظهر الفيلم إلا بعد مدة طويلة.
ثالثاً: حماية جسم السيارة من الخدوش
يتعرض جسم السيارة للخدوش يومياً، فالغسيل المتكرر يسبب الخدوش الدائرية الملحوظة على معظم السيارات. وعندما لا يكون لديك موقف داخلي قد تتعرض السيارة لعبث العابثين فقد تخدش إما بمسمار أو بمفتاح أو بغير ذلك. أو في المواقف الضيقة يتعرض جسم السيارة لبعض الكتوف القانونية من أبواب السيارات الأخرى. فهل طبقات النانو أو أفلام الحماية تحمي جسم السيارة من هذه الأمور؟
بالرغم أن طبقات النانو سائل يتم مسحه على جسم السيارة إلا أن تأثيره عجيب، فهو يتحد مع طبقات و مكونات الطلاء فيكسبها ميزة اللمعان و الحماية من العوامل الخارجية و كذلك يكسب جسم السيارة حماية من الخدش. وهذه الحماية جزئية لها حد معين و يقاس بمقياس اسمه (صلابة قلم الرصاص) وهذا المقياس يبدأ من 9B إلى 9H ، حيث أن 9H أعلى صلابة في هذا المقياس. ويتم اختبار سطح السيارة بقلم رصاص صلابته 9H بضغط معين ثم يلاحظ هل يخدش جسم السيارة أو لا. فإذا لم يخدش فهذا يعني بأن طبقات النانو لها معامل صلابة 9H و تكسب جسم السيارة ميزة المناعة من الخدوش. و السؤال ماذا يمثل خدش قلم الرصاص بصلابة 9H إلى ما يتعرض له جسم السيارة من الخدوش؟ أي بماذا نساوي قلم الرصاص هذا بالخدوش الأخرى؟ هل مثلاً خدش قلم الرصاص 9H يوازي خدوش دوائر الغسيل، أو خدوش المسامير أم خدوش المفاتيح، أم خدوش الكتوف القانونية من أبواب السيارات الأخرى؟
من خلال بحثنا وجدنا أن من يستعرض هذه الميزة يستخدم خدش القداحة (الولاعة) وهي بلاستيكية، ولا يستخدم مثلا مسمار أو مفتاح في استعراض هذه الميزة. ورأينا في مقاومة طبقات النانو لما قد يتعرض له جسم السيارة من أنواع الخدوش أن تلك الطبقات قد تحمي من خدوش الغسيل و الخدوش الأخف من ذلك، وبعض الكتوف القانونية، فلا تظهر على جسم السيارة، ولكن لا توفر لجسم السيارة حماية عالية من الخدوش. ونرى أنه حتى و إن تعددت الطبقات فلا يعني أن المقاومة ستزيد فصلابة المادة واحدة هي 9H ولن تزيد. فتعدد طبقات الإسفنج مثلاً لا يكسبه المتانة و الصلابة. وتجدر الإشارة إلى أن طبقة واحدة من هذه المادة قد تكوِّن سماكة من 2 مايكرو إلى 8 مايكرو -على قول بعض الشركات-. ولكي تقدر هذه السماكة البسيطة جداً فاعلم بأن سماكة شعر الإنسان 50 مايكرو تقريبا.
وماذا عن أفلام حماية الطلاء؟ أفلام حماية الطلاء تحمي جسم السيارة من دوائر الغسيل ولكنه يظهر على الفيلم فيتغير شكله ورونقه. ويحمي من الكتوف القانونية كذلك. ونرى بأنه يحمي من جرات وخدوش المفاتيح و من الممكن أن يتأثر الفيلم بسبب ذلك. أما المسمار فلأنه ذو رأس مدبب فقد ينغرس داخل الفيلم ويصل لجسم السيارة ولكن جر (سحب) المسمار على الفيلم لن يكون سهلاً أبداً مما يحد من تأثير هذا العبث، وقد يتعرض الفيلم لتلف جزء بسيط منه. وتجدر الإشارة إلا أن أفلام حماية الطلاء يتراوح سمكها بين 5 إلى 8 mil . وهذه الوحدة ليست وحدة الملي متر المعروفة ولكنها وحدة أخرى وتساوي جزء واحد من 1000 جزء من الإنش، و 1 mil يساوي 25 مايكرو. أي أن أقل فيلم حماية قد تكون سماكته 125 مايكرو بينما أقل طبقة من طبقات النانو سماكتها 2 مايكرو.
من خلال ما سبق نرى بأن فيلم الحماية هو الأقدر على حماية جسم السيارة من الخدش، لكن جماله قد يتأثر، مع العلم بأن بعض الشركات أصدرت أفلام حماية بميزة المعالجة الذاتية، والتي تعالج الخدوش السطحية تلقائياً كخدوش الغسيل. حيث أن ضربة الشمس تحفز الطبقة العليا في الفيلم فتجعلها تلتئم وتعالج نفسها، ويصبح الفيلم بلا خدوش.
رابعاً: حماية جسم السيارة من الترميل و ضربات الحصى
مشكلة الترميل من المشاكل القاتلة لجسم السيارة و تذهب برونقها وجمالها، بل قد تصل إلى الضرر الكبير، ويُضطر معها إلى طلاء السيارة من جديد.
ورغم أن طبقات النانو تحمل قدراً من الصلابة إلا أنها لا تستطيع حماية جسم السيارة من الترميل أو السافي، و الحصى من باب أولى.
أما أفلام حماية الطلاء، فإنها صنعت لهذا الغرض، لذلك هي الأنسب لحماية السيارة من السافي أو الترميل وكذلك ضربات الحصى. و لأنها تحمي فستتأثر هي بدلاً مما تحميه، وسوف تتلقى الأذى بدلاً من جسم السيارة، مما يذهب نقاوة وصفاء فيلم الحماية.
خامساً: الاستمرارية
لكل شيء حد، ولا يوجد ما يدوم إلى الأبد مما صنعه الإنسان، فأيهما يدوم أكثر؟
أغلب شركات طبقات النانو تذكر بأن فعالية المادة تبقى إلى سنة أو سنتين، و القليل منهم من يذكر بأن منتجه يبقى إلى أكثر من ذلك. و بعض الشركات تصنع عدة منتجات بفعالية و استمرارية مختلفة، قد تصل إلى 8 سنوات. ولكن ذلك مرهون بمدى عنايتك بتلك الطبقات. فالغسيل لدى مغاسل السيارات المنتشرة يقلل من فعالية المادة و يقصر فترة صلاحيتها لأن أغلب تلك المغاسل تستخدم أنواع من سائل التنظيف الحارق والغير مناسب لطبقات النانو. لذلك بعض الشركات تقدم لك شامبو خاص تستخدمه لتنظيف السيارة لتستمر فعالية طبقات النانو. فالمدة التي تذكرها الشركات هي المدة المثالية، ولا تعني بالضرورة المدة العملية.
و صلاحية أفلام الطلاء غالبا ما تكون 5 سنوات و بعضها 7 و قد تصل إلى 10. وبعض الشركات تراهن على ضمان مفتوح مستمر (مدى الحياه) مع الانتباه إلى أن مدى الحياة تعني 12 إلى 18 سنة، وفي الحقيقة ستكون محظوظاً لو جئت بعد 18 سنة ووجدت تلك الشركة، و ستكون الشركة محظوظة أكثر منك إذا وجدت عميلاً يستخدم منتجها منذ 18 سنة، فستكون دعاية قوية لها. وتجدر الإشارة إلى أن معظم شركات الحماية و التظليل يربطون الضمان بملكية السيارة، فإذا تغير المالك ألغي الضمان حتى لو أنه مدى الحياة.
خلال تلك الفترة سيؤدي فيلم الطلاء مهمته على أكمل وجه ولكن شكله ومظهره قد يتغير و أغلب الشركات لا تعطي ضمان على تغير اللون، لذلك عليك أن تعتني أيضاً به. بعض الشركات تشترط عليك في الضمان أن تراجعها كل 6 أشهر فيقومون بعمل تلميع للفيلم ليزيلوا الملوثات الجوية و أسباب اصفرار الفيلم، فيعود جميلاً كما كان. وبعض الشركات أنتجت مواد للحفاظ على هذه الأفلام، و يمكنك الحفاظ على الفيلم بوضع مادة السيلنت أو بغسيل السيارة بشامبو شمعي أو بشامبو يوفر خاصية الحماية و اللمعان.
سادساً: الإزالة
تزول طبقة النانو مع تقادم الوقت، و يمكن إزالتها بالتلميع. أما أفلام حماية الطلاء تكون إزالتها بنزعها بطريقة احترافية، كما يكون تركيبها بطريقة احترافية. فعدم وجود آثار الصمغ على جسم السيارة يساعد على عدم الاحتياج إلى استخدام مواد خاصة و الدعك و الحركة على جسم السيارة، وبالتالي الحفاظ على جسم السيارة كما كان جديدا قبل أن يتم وضع الفيلم عليه.
بعد استعراض خصائص و مميزات و عيوب طبقات النانو و أفلام حماية الطلاء، نجيب على السؤال بالتالي:
- إذا كنت تريد جمالاً و بريقاً خاصاً لسيارتك، فطبقات النانو مناسبة لك.
- إذا كنت تريد حماية عالية، أو حماية لمخاطر السفر، و لا يهمك الجمال كثيراً، فأفلام حماية الطلاء مناسبةٌ لك.
- إذا كنت تريد حمايةً عالية ً مع الجمال، فيمكنك اختيار أفلام حماية الطلاء التي تتميز بلمعان عالي.
- إذا كنت تريد حماية جزئية عالية، و جمال وبريق عالٍ، فيمكنك حماية مقدمة السيارة بأفلام حماية الطلاء، ثم وضع طبقات النانو على جسم السيارة، وعلى أفلام الحماية إذا كان منتج طبقات النانو الذي ستستخدمه قابلاً لوضعه على الأفلام.
ختامــاً، تم إعداد هذا الموضوع باجتهاد شخصي مع استشارة بعض المتخصصين في هذا المجال من مدراء بعض الماركات التجارية العالمية.
إعداد م. أمجد الصبياني