معايير خاطئة في اختيار التظليل

منذ عام 2012 في مجال العوازل الحرارية قابلت الكثير من العملاء و طالبي المشورة، و التقيت بعدد كبير من أصحاب المحلات و مدراء علامات تجارية بارزة في المجال، و اكتشفت بأن هناك خلفيات غير صحيحة عن طرق اختيار التظليل. أوضح بعضها لعل هناك مقتنع بها فيعلم الصواب و الخطأ، ومكمن الخلل في تلك الطرق و المعايير.

العازل الحراري ليس مثل القماش يمكن تقييمه بالملمس و الزن

هذا أثقل!
نعم، هناك من يعتقد بأن التظليل الجيد تكون سماكته عالية و يكون أثقل من غيره. فهو يبني اختياره على سماكة التظليل، وقد يبنيه على ملمسه. لأنه يعامل التظليل كالقماش.
و هذا ليس صحيحاً، فليس هناك علاقة بين سماكة الفيلم و بين قوة عزله.


واضح من شكله!
هناك عوازل تجعل السيارة ذات جاذبية أعلى، مما يغري المستخدم، ويظن أنه تظليل جيد. و غني عن الذكر أن هذا الأمر غير صائب.


ما حسيت بحرارة مع اللمبة!
يتعرض المستخدم عند اختيار التظليل لدى أغلب المحلات إلى الخدعة التسويقية الأشهر، وهي استخدام مصباح الأشعة تحت الحمراء ذو اللون الأحمر. المصباح يطلق الأشعة تحت الحمراء و التي تحمل الحرارة، و لأن العازل الحراري يعزل الأشعة تحت الحمراء فلا يشعر المستخدم بحرارة المصباح، و يظن بأن المصباح يمثل الشمس، و أن الحرارة التي يطلقها المصباح تمثل حرارة الشمس. ثم يختار التظليل شتاءً و ينزعه صيفاً.
و الصواب بأن هذه الطريقة لا توضح حقيقة العازل الحراري، ولا تعطي أي مقياس عن قوة عزله. 

أدوات مستخدمة للعرض و إقناع العميل، و لا تقيس قوة العزل الحراري في تظليل السيارات

يعزل 99%!
و الخدعة الثانية هي استخدام جهاز قياس الإشعاعات لإقناع المستخدم بقوة العزل الحراري، بعد استخدام المصباح.
و الصواب أن هذا الجهاز يقيس قوة حجب الإشعاعات و لا يقيس العزل الحراري. وهناك فرق بين عزل الإشعاع و بين عزل الحرارة. لذلك فالشركات المحترمة تضع بجوار مواصفة قوة عزل الإشعاع مواصفة قوة العزل الحراري. و ليس من المنطق أن تضع الشركات المحترمة مواصفتين تحملان رمزين مختلفين و قيمتين مختلفتين بدلالة واحدة. مع العلم بأن شركة لومار على سبيل المثال لا تضع قوة عزل الأشعة تحت الحمراء في جدول المواصفات!. وهذا يعطي دلالة واضحة على عدم أهمية ذلك. 


من شركة إكس!
يعتقد البعض بأنه طالما من الشركة الفلانية فهذا يعني عزل رائع. و الحقيقة هي أن لكل شركة عدة منتجات و درجات في العزل الحراري. فينبغي أن نعرف النوع و مواصفاته عند السؤال عن عرض ما أو سؤال صديق أعجبنا عزل سيارته.

ليس كل ما كتب عليه صنع في أمريكا منتج جيد

أمريكي!
ليس كل أمريكي جيد، و ليس كل كوري سيئ. بين الفينة و الأخرى أواجه عميل لديه هذه الفكرة، فيقول: لقيت أمريكي ب 200 ريال. فيكون ردي ببساطة: ليش تدفع 200 ريال تظليل سيارتك وانت تقدر تشتري لفة كاملة من سوق الزينة ب 150 ريال عازل أمريكي؟!


في الحقيقة غياب المعايير الصحيحة عن وعي المستهلك في عالم العناية بالسيارة يضر المستهلك في المقام الأول ثم يضر التاجر النزيه ثم يضر السوق كاملاً. وهنــا تبرز أهمية تثقيف المستهلك.
عندما يكون المستهلك مثقفاً و واعياً بالمعايير السليمة باختيار السلعة، فإنه:
1- يحسن السوق عموماً
2- يجبر التجار على رفع مقاييسهم، فالتاجر يدور في فلك المستهلك. فطالما أن المستهلك يبحث عن الجيد فسيبيع التاجر البضاعة الجيدة.
3- يساعد التاجر النزيه على الاستمرار في نزاهته، فهو سيجد فعلاً المستهلك الذي يقدر بضاعته، و يقدر أمانته.

فللأسف، في سوق التظليل، ونظراً لغياب الثقافة حول المعايير السليمة في اختيار التظليل، أصبح العميل يذهب للبائع الذي يقول له بأن العزل 80 و 90 و 99% ، و لا يذهب للبائع الذي يخبره بالحقيقة، مما جعل بعض الباعة يكذبون لجلب الزبون.

وعي العميل يحسن السوق

و هنــا يبرز دور هام للتاجر النزيه. فينبغي عليه المساهمة في رفع وعي المستهلك، بتثقيفه حول الأسس و المعايير الصحيحة في الاختيار، و إيضاح بعض الخلفيات الخاطئة حول هذه المنتجات. فذلك سيفيده أولاً، و سيكسبه مصداقية أعلى عند العميل.


الكاتب: م. أمجد الصبياني